الأربعاء، 26 أغسطس 2015

التنشئة الاجتماعية للأبناء

إن التنشئة عملية مستمرة حيث ينشأ الإنسان طيلة حياته ويكتسب سلوكيات جديدة من مصادر متعددة بشكل مستمر وتتأثر هذه التنشئة بعوامل عامة كثيرة كالبيت والمدرسة ووسائل الإعلام وغير ذلك إلا أن أهم وأول هذه العوامل هو البيت بمن فيه من الوالدين والإخوة والأخوات وكذا الاتجاه التربوي السائد في التنشئة التي يتبعها الوالدان والمربون في تطبيع وتنشئة الأبناء
وللتنشئة الاجتماعية دور كبير في إعداد جيل المستقبل الذي تعتمد علية الأمة في نهضتها وتقدمها في مختلف المجالات



تعريف التنشئة :
هي عملية دينامية ( تتضمن التفاعل والتغيير ) تهدف إلى نمو وتعلم وتعليم واكتساب الفرد لأنماط وسلوكيات ومعايير واتجاهات مناسبة لأدوار اجتماعية تمكنه من مسايرة الآخرين وتحقق له التوافق الاجتماعي والاستقرار والنجاح والاندماج في الحياة الاجتماعية وفق ثقافة المجتمع الذي يعيش فيه
أهداف التنشئة :    
اكتساب اللغة والعادات والتقاليد والمعاني المرتبطة بإشباع  حاجاته ورغباته الفردية والاجتماعية والدينية 
-         اكتساب المعايير الاجتماعية التي تحكم السلوك وتوجهه
-         تعليم الأدوار الاجتماعية
-         اكتساب المعرفة والقيم والاتجاهات والرموز وكافة أنماط السلوك
-         اكتساب العناصر الثقافية للجماعة التي تصبح جزءا من تكوينه الشخصي
-         تحويل الطفل من كائن بيولوجي إلى كائن اجتماعي

العوامل المؤثرة في التنشئة:
1-   العوامل الوراثية



(وهي انتقال السمات من الوالدين إلى الأبناء عن طريق الجينات التي تحملها الكروموسومات ) وفي ضوء ذلك تتحدد كثير من مظاهر النمو وخاصة الجسمية والعقلية مثل لون البشرة والملامح العامة والطول والأعضاء الداخلية والذكاء كما أن أي خلل في هذه الكروموسومات قد يؤدي إلى تشوهات جسمية كالإعاقة والشلل أو عقلية كالتخلف العقلي أو مرضية كمرض السكري ومرض الدم المنجلي.



2-   العوامل البيولوجية:
  


(وهي وظائف الأجهزة الجسمية )
الجهاز الغددي : الذي يلعب دورا رئيسا في تحديد النمو وسرعته ودرجته وتفرز الغدد مركبات كيماوية خاصة يحتاجها الجسم لإتمام عملية النمو ونقصها يسبب سرعة الاندفاع العاطفي والتهيج والتوتر العصبي والخمول العقلي وزيادتها تؤدي إلى حصى الكلى ولين العظام وتشوه الهيكل العظمي.
 الجهاز العصبي:  يتكون الجهاز العصبي من جزئين : الجهاز العصبي المركزي وهو  مصدر الأوامر ويشمل الدماغ ( الذي يتحكم في السلوك البشري )والحبل الشوكي ( الذي يعتبر مركز بعض الانعكاسات العصبية للجسم ) أما الجزء الثاني فهو الجهاز العصبي المحيطي وهو مصدر المستقبلات وينقسم إلى الجسدي ( الذي يحمل الرسائل من المستقبلات الحسية وإليها وإلى العضلات وسطح الجسم وهو مركز إدراك الألم وتغيرات الحرارة ويعمل على تنشيط الأعضاء والغدد والتحكم في العضلات والحركات )، والمستقل (الذي يهتم بتنظيم عمليات الجسد مثل العرق وضربات القلب والهضم والإخراج ويلعب دورا كبيرا في انفعالات الإنسان )
النضج : وهو اكتمال التغيرات الحادثة في البنيات العضوية الداخلية للفرد ليتمكن من أداء السلوكيات والمهارات المختلفة.


3-   العوامل البيئية : 



 - البيئة الرحمية ( نفسية الأم وما يصاحبها من أمراض وضغوط تؤثر على   الجنين)
-         البيئة الأسرية ( وفيها بداية إشباع الحاجات وتعلم المشي والكلام والأكل والإخراج والتميز بين الصواب والخطأ ونمو الضمير والمهارات الحركية واكتساب الخبرات والاتجاهات والمهارات )
-         البيئة المدرسية  ( النمو المعرفي وتطوير طرق التفكير وحل المشكلات وبناء العلاقات وتعلم الأدوار ولغة الحوار )
-         البيئة الاجتماعية ( من خلال الجيران والرفاق والأقارب والنوادي والمساجد التي يتشرب من خلالها عادات الجماعة والمعايير والتقاليد التي تحقق له الانتماء والتطور في إشباع الحاجات والرغبات )
-         البيئة الطبيعية ( وهي المناخ والطقس وتأثير البرودة والحرارة في صحة ونمو الأفراد ونضجهم)

-    مجـــالات التنشــــئة :
1)   التنشئة الروحية :


لكل مجتمع ثقافته ومعتقداته الخاصة به التي تؤثر على ثقافة الأسرة والأفراد داخل المجتمع ومجتمعنا بحمد لله مجتمع إسلامي لذا يتم ربط الطفل بخالقه وتفهمه لأركان الإسلام وتعاليمه والأيمان بالأمور الغيبية وحبه للرسول صلى الله علية وسلم وتلاوة القران الكريم والعناية بالسنة النبوية اعتقادا وتطبيقا وتعليمه أحكام الدين ومعرفة الحلال والالتزام به والحرام والابتعاد عنه ومكارم الأخلاق وتعليمه الصلاة قال الرسول صلى الله علية وسلم ( مروا أولادكم بالصلاة لسبع)


2)   التنشئة الجسمية





تساعد البنية الجسمية على نمو صحي سليم ويكون ذلك من خلال عناية الوالدين بالطفل وتوفير الغذاء المناسب له وتعويده أتباع القواعد الصحيحة في المأكل والمشرب والنوم قال الرسول صلى الله علية وسلم ( فثلث لطعامك وثلث لشرابك وثلث لنفسك ) وقال في الحديث ( وفرقوا بينهم في المضاجع ) وقال في الحديث ( كل بيمينك وكل مما يليك ) والحث على ممارسة الرياضة قال رسول صلى الله علية وسلم ( علموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل ) والبعد عن التنعم والاستغراق الزائد في الملاذ والطيبات ووقايته من الأمراض مع الحرص على معالجته في حال مرضه وتعليمه الأساليب الصحيحة عند ممارسة اللعب حتى لا يؤذي نفسه.




3)   التنشئة الاجتماعية :



تساعد الأساليب الاجتماعية الصحيحة على تنشئة سليمة ويكون ذلك بتبصيره بما هو صواب وما هو خطأ وتعريفه بالأنظمة والضوابط والعادات والقيم مع ضبط سلوكه وإشباع حاجاته وفق تعاليم الشرع الحنيف.



4)   التنشئة النفسية : 


رعاية الطفل نفسيا من خلال إشعاره أنه مرغوب به وجعله يحس بالحب والانتماء وتقبله كما هو وتقدير ذاته  والاهتمام به وعدم التفريق بينه وبين أخواته وتجنيبه القسوة والتسلط أو إيذائه جسديا أو نبذه مع الحرص على مكافأته على المواقف الإيجابية بالشكر والثناء أو بالهدية والمال وتعويده تحمل المسئولية مع إعطائه الحرية في حدود قيم ومعايير المجتمع .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق